الأربعاء، 12 يونيو 2013

عن أى إسلام يتحدثون

عن أى إسلام يتحدثون
مشكله معظم الشيوخ بعد الثورة والتى تستضيفهم الفضائيات التى تطلق على نفسها إسلاميه هو النسيان ,نسوا أنهم قبل الثورة كانوا يمثلون عندالبعض  رمز للتدين والوقار والسمت الإسلامى وذلك بخطبهم الرنانه وبكائهم على الفضائيات كلما واتتهم الفرصه للبكاء ,على الإسلام تارة وعلى قصص من الإسلام تارة أخرى وكانوا يمثلون عند البعض الأخرمناضلين  لنشر دعوتهم تحت حصار الإجهزة الأمنيه بكل وساختها من تعذيب وإعتقال وخلافه  وقد خُدعت الناس بدموعهم  وإنقلب الحال بعد ثورة 25يناير  فأصبحوا لا يتكلمون سوى فى السياسه وكأنهم تربوا ونشأوا فى معاهد سياسيه وليس فى مساجد أصبحوا لا يتكلمون سوى فى تأييد الرئيس وجماعته بل وصل الأمر بهم الى السب والشتم بأقذر واقبح الألفاظ بل وإلى التكفير أحيانآ لمعارضيين سياسه  الرئيس وجماعته بحجه أنهم يدافعون عن الإسلام عن أى إسلام يتحدثون وهل من يعارض سياسه رئيس أصبح عدوآ  يعارض الإسلام ونسوا تمامآ أن الناس عرفتهم من خلال دروسهم فى المساجد  ولم يعرفوهم ساسه أو وزراء وعندما تقول لهم إن الرسول وهو قدوتهم على حد قولهم  لم يكن سبابآ أو فاحشآ أو بذيئآ منهم من يرد عليك بأن أبابكر كان يشتم ويسب دفاعآ عن الإسلام .وكأن معارضين الرئيس وجماعته أصبحوا هم أعداء الإسلام ومعارضيين للإسلام عن أى إسلام يتحدثون لم يعد أحدآ قادر على فهمهم  فعندما كان يرمى اليهودى بالقاذورات أمام بيت الرسول صلى الله عليه سلم لم يكن رد فعل الرسول بأن يحمل القاذورات ليرميها على اليهودى بل كان لا يرد السيئه بالسيئه وقال فيه ربه (وإنك لعلى خلق عظيم ) وقال الرسول أيضآ (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )أيها الداعيه كفاك لعبآ بالعقول والأن حتى لوعادوا إلى مساجدهم ودروسهم لن يقتنع بهم أحدآ فهؤلاء أصبحوا أخطر على الإسلام من أعداء الإسلام فقد حدث نوع من النفور من هؤلاء فقد إتضح للقاصى والدانى أنهم مجرد تجاريتقوتون بدينهم

    

الجمعة، 24 مايو 2013

حوار مع عربجى

فى أثناء سيرى فى الطريق شعرت ببعض الإرهاق فقررت أن أستريح تحت شجرة على كورنيش النيل  وبعد دقائق جلس شخص بجانبى  يبدو على مظهرة وملابسه وعمامته  المهلهله إلى حد ما أن معيشته صعبه للغايه ,,أخرجت علبه سجائرى لأشعل سيجارة وإذا به يقول لى ,,هات سيجارة يا أستاذ فأعطيته سيجارة وأشعلها سريعآ ثم تنهد وقال :-إييييييييييييييييييييييييييييييييه مصر دى مش بتاعتنا يا أستاذ. فتبسمت وقولت له يا راجل إستهدى بالله أوومال بتاعه مين .قال لا دى بتاعه شويه ناس واللى زى حالاتى شغال عندهم وخلاص قولت له يعنى إنت مش زعلان على الأحداث اللى بتمر بيها مصر اليومين دول .فقال هو أنا فيا دماغ أعرف هو إيه  اللى بيحصل فى مصر لما هزعل عليه ,إنشالله تتحرق باللى فيها فقولت له ,إنت شغال إيه .وإستطرد قائلآ أنا عندى 48سنه ومتجوز وعندى 6عيال منهم إتنين تعبانين بثقب فى القلب ومراتى عندها جلطه فى المخ وجريت كتير من مستشفى لتأمين صحى لمكتب فلان لبيت علان عشان أعالجهم على نفقه الدوله وفى الأخر صرفولى صنفين إتنين من العلاج لكل واحد علبتين فى الشهر وقالولى العمليه بتاعتهم محتاجه قرار وزير الصحه وشوف حد يوصلك له وعشان هما محتاجين علاج كتير بعت العربيه الكارو بالحصان وقعدت عى فيض الكريم  أشيل  لدة شويه عفش أو رمل أو طوب والصحه مش مستحمله كمان  ,وبالرغم من كل هذا أخرجت له نقود وألححت عليه أن يقبلها وحتى على سبيل السلف فرفض وبكى قائلآ :-أنا بفضفض معاك يا أستاذ مش بشحت منك يعنى دول لو ولاد ناس من اللى فى الحكومه كان زمانهم عملوا معاهم كدة ,قولتله لأ .قالى عشان كدة بقولك مصر مش بتاعتنا دى بتاعه ناس تانيين خالص مهماش فقرا ولا غلابه بس ربنا كبير ,,,ومشى بعيدآ عنى يكلم نفسه ويناجى الله ,,ولذلك حين تشعر مصر بفقرائها فتأكد أنهم سوف يشعرون بها وبإنتمائهم المفقود لها ,, 
علاء مرجان
 فى 24مايو 2013


الاثنين، 18 فبراير 2013

جيفارا بين الثورة والأسطورة ,,Guevara between the revolution and the myth


مولد جيفار
 جيفارا يتعلم المشى 

ولد جيفارا فى 14 يونيو 1928م في روساريو باالأرجنتين  وهو الأكبر بين خمسة أطفال في عائلة من أصول إيرلندية وأسبانية وذكر والده أن "أول شيء يمكن أن نلاحظه هو أن ابني يجرى في عروقه دماء المتمردين الايرلنديين.و في وقت مبكر جداً من الحياة, نمّى لدى جيفارا  شعور التعاطف مع "الفقراء"بحكم نشأته في أسرة ذات ميول يساريه وبالرغم من المعاناة من نوبات الربو الحادة التي كان يعانى منها جيفارا طوال حياته, إلا أنه برع كرياضي وتمتع بالسباحة ولعب كرة القدم والرماية، بل أصبح أيضاً يقود الدرجات ولا يعرف الكلل ولا الملل.


حياته الفكرية واهتماماته الأدبية

 جيفارا فى سن المراهقه 
 جيفارا 22عامآ 

تعلم جيفارا الشطرنج من والده وبدأ في المشاركة في البطولات المحلية حين بلغ من العمر اثني عشر عاماً. خلال فترة المراهقة وطوال حياته وكان متحمساً للشعروكان منزل جيفارا يحتوى على أكثر من ثلاثة آلاف كتابا, مما سمح له أن يكون قارئا متحمسا وانتقائيا، حيث اهتم بالقراءة لكارل مار كس وويليام فوكنز وأندريه جيد وأعمال جواهر لال نهرو وكافكا وألبير كامو ولينين وروبرت فروست وقام جيفارا بتدوين أفكار العديد من هؤلاء الكتاب في كتاباته الخاصة بخط يده مع مفاهيمه وتعاريفه، وفلسفات المثقفين البارزين من وجهه نظره, كما جاء فى السيرة الذاتيه والتقرير الشخصى الذى نشرته وكاله المخابرات المكزيه الأمريكيه في 13 فبراير عام 1958 الذين أشارا إلى أن جيفارا كان يتمتع بخلفية متنوعة من الاهتمامات الأكاديمية والفكر، ووصفته بأنه "قارئ جيد" وعلقت "أن تشي مثقف رغم كونه من أصل لاتيني ".

رحلته بدراجته الناريه 

جيفارا ودراجته البخاريه 

دخل جيفارا جامعه بيونس أيرس عام 1948م لدراسة الطب وفي عام 1951 أخذ إجازة لمدة سنة للشروع في رحلة يعبر فيها أمريكا الجنوبية على الدراجة النارية مع صديقه ألبيرتو جرانادو . كان الهدف النهائي يتمثل في قضاء بضعة أسابيع من العمل التطوعي في مستعمرة سان بابلو لمرضى الُجذام فى بيرو ,وشعر جيفارا بالذهول لشدة فقر المناطق الريفية النائية، حيث يعمل الفلاحون في قطع صغيرة من الأراضي المملوكة من قبل الأثرياء
وفي نهاية هذه الرحلة إستنتج جيفارا أن أمريكا اللاتينية ليست مجموعة من الدول المنفصلة، ولكنها كيان واحد يتطلب إستراتيجييه تحرير ولدى عودته إلى الأرجنتين أكمل دراسته وحصل على شهادة الطب في 1953ومن خلال سفرة إلى أمريكا اللاتينية, استنتج جيفارا وجود "اتصال وثيق بين الفقر والجوع والمرض " مع "عدم القدرة على علاج طفل بسبب عدم وجود المال" و"غيبوبة استفزاز الجوع المستمر والعقاب" التي تؤدي بالأب إلى "قبول فقدان الابن على أنه حادث غير مهم". أقنعت هذه التجارب التي يستشهد بها جيفارا, أنه من أجل "مساعدة هؤلاء الناس", يحتاج إلى ترك مجال الطب، والنظر في الساحة السياسية بحثا عن الكفاح المسلح.

 جيفارا فى جواتيمالا

جيفارا فى السجن 

سافر جيفارافى 7يوليو عام 1953 فى رجله  إلى بوليفيا وبيرو والإكوادوروبنما وكوستاريكا ونيكاراجوا وهندوراس والسلفادور  وفي يوم 10 ديسمبر من عام 1953, قبل أن يذهب إلى جواتيمالا, أرسل جيفارا رسالة إلى عمته بياتريس القاطنة في كوستاريكا  تحدث فيها عن عبورة لممتلكات شركه الفواكه المتحدة  التى تعتبر مثال حى للراسماليه الصارخه التى تشبه الإخطبوط ووصل جيفارا إلى جواتيمالا في نفس الشهر حيث كان الرئيس خاكوبو أربيينيز يرأس حكومة منتخبة ديمقراطياً وكان يحاول من خلال إصلاح الأراضى  وغيرها من المبادرات إلى وضع حد لنظام الإقطاع  لإنجاز هذا الهدف, قام الرئيس أربينز بسن برنامج كبير لإصلاح الأراضى، حيث كان من المقرر أن يتم مصادرة جميع أجزاء الأراضى غير المستزرعة ذات الحيازات الكبيرة وإعادة توزيعها على الفلاحين المعدمين. أكبر مالك للأراض وواحد من أكثر الملاك تضرراً من هذه الإصلاحات هي شركة الفواكه المتحدة والتي قامت حكومة أربينز بالفعل بسحب أكثر من 225.000 فدان من ملكيتها.وبعد شعورجيفار بالرضا من الطريقة التي اتخذتها هذه الدولة, قرر أن يستقر في جواتيمالا وذلك "لتهيئة نفسه وإنجاز ما قد يكون ضروريا من أجل أن يصبح ثوريا حقا"



جيفارا مع زوجته الأولى هيلدا جاديا 

وفي جواتيمالا  تعرف جيفارا على هيلدا جاديا أكوستا وهى من البيرو والتي كان لديها العديد من المعارف السياسية بصفتها عضواً في التيار اليساري في حزب التحالف الثورى الشعبى  وقدمت جيفارا إلى عدد من المسؤولين رفيعي المستوى في حكومه خاكوبو أربينيز  بعد ذلك تعرف جيفارا على مجموعة من المنفيين الكوبيين المرتبطين بفيدل كاسترو عن طريق هجوم 26 يوليو 1953 على ثكنه مونكادا في سانتياجولم تكلل محاولات جيفارا للحصول على التدريب الطبي بالنجاح ووضعه الاقتصادي كان يمنعه من ذلك. وفي 15 مايو 1954 تم إرسال مجموعة من المشاة المحملين بمدافع سكودا والأسلحة الخفيفة من قبل تشيكوسلوفاكيا الشيوعيه أنذاك لحكومة أربينز حيث كان جيفارايقاتل  نيابة عن أربينز ولكن نداءات جيفارا المتكررة للمقاومة تمت ملاحظتها من قبل مؤيدي الانقلاب، وتم اعلان الرغبة في اغتياله.بعد إلقاء القبض على هيلدا جاديا و إحتمى جيفارابالقنصليه الأرجنينيه   حيث ظل هناك حتى حصل على تصريح الخروج الآمن. بعد ذلك ببضعة اسابيع انطلق إلى المكسيك.وتزوج من هيلدا جاديا في المكسيك عززت عملية التدخل للإطاحة بنظام أربينز وجهة نظر جيفارا تجاه الولايات المتحدة باعتبارها القوة الإستعماريه التي من شأنها أن تعارض وتحاول تدمير أي حكومة تسعى لمعالجة عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية المستوطنة في أمريكا اللاتينية وغيرها من البلدان النامية. وكان جيفارا على اقتناع بأن تحقيق الماركسية لا يتم إلا من خلال الكفاح المسلح الذي يدافع عنه الشعب المسلح والطريق الوحيد لتصحيح مثل هذه الظروف  وكتبت هيلدا جاديا أن  "جواتيمالا هي التي أقنعته أخيراً بضرورة الكفاح المسلح، وعلى أخذ زمام المبادرة ضد الامبريالية. 

جيفارا فى مدينه مكسيكو والاستعدادات

وصل جيفارا إلى مكسيكوفي سبتمبر عام 1954. وعمل في قسم الحساسية في المستشفى العام, إضافة إلى إلقاء محاضرات حول الطب في الجامعه الوطنيه بالمكسيك وعمل كمصور صحفي لاتيني لوكالة الأنباءوخلال هذا الوقت جدد صداقته مع نيكو لوبيز وغيرهم من المنفيين الكوبيين الذين كان قد التقى بهم في جواتيمالا. وفي يونيو 1955, قدم له لوبيز راؤل كاسترو و الذي عرفه بعد ذلك  بأخيه الأكبرفيدل كاسترو الزعيم الثوري الذي شكل حركه 26يوليو التى تخطط للإطاحة بالديكتاتور باتيستا

ومن خلال نقاش طويل مع كاسترو في أول اجتماع لهما عرف جيفارا إلى أن قضية هذا الكوبي هي ما كان يبحث عنه وقبل الفجر وانضم لحركة 26 يوليو.منذ هذه النقطة في حياة جيفارا, أصبح يعتبر الولايات المتحدة تسيطر علي التكتلات بتثبيت ودعم الأنظمة القمعية في مختلف أنحاء العالم, واعتبرجيفارا أن  باتيستا هو دميه  الولايات المتحدة الذى يجب كسرها 


وعلى الرغم من أنه كان من المقرر أن يكون مسعف المجموعة القتالية, إلا أنه شارك في التدريبات العسكرية مع أعضاء الحركة. وكان الجزء الرئيسي من التدريب يتمثل في تعلم تكتيكات الكر والفر في حرب العصابات  وخضع جيفارا وغيره لتدريبات شاقة تشمل مسيرات طوال خمسة عشر ساعة في الجبال وعبر الأنهار وخلال شجيرات كثيفة، وتعلم واتقن إجراءات الكمين والتراجع السريع. من البداية كان غيفارا الطالب المثالى لألبرتو بايو  بين هؤلاء في مجال التدريب، وسجل أعلى مستوى في كافة الاختبارات المعنية.وفي نهاية الدورة تم تسميته "أفضل مقاتل" من قبل بايو.

الثورة الكوبية


جيفارا 1958فى كوبا 

كانت الخطوة الأولى في خطة كاسترو الثورية الهجوم على كوبا  من المكسيك عبر مركب قديم .و قاموا بتحديد يوم 25 نوفمبر 1956 للهجوم على كوبا. قام جيش باتيستا بالهجوم عليهم بعد الهبوط من المركب مباشرة، وقتل من أنصار كاسترو 82 في الهجوم الذي وقع ولم ينج منهم سوى 22 رجلاً.وكتب جيفارا أنه خلال هذه المواجهة القى باللوازم الطبية والتقط صندوقا من الذخيرة من مخلفات أحد رفاقه الهاربيين وكانت هذه الخطوة الحاسمة حيث ترك نهائيا الطب وأصبح مقاتلاً.ظلت مجموعة صغيرة من الثوار على قيد الحياة حيث تلقت دعماً من شبكة حرب العصابات فى المدن ومن فرانك بابيس وحركه 26يوليو ومن الفلاحيين و مع انسحاب المجموعة إلى سيراليون، تساءل العالم عما إذا كان كاسترو حياً أو ميتاً حتى أوائل عام 1957 عندما تمت قابل كاسترو الصحفى "هربرت ماثيوز" وظهرت فى المقالة صورة أسطوريه لكاسترو ورجال حرب العصابات,و لم يكن جيفارا حاضراً للمقابلة، ولكنه في الأشهر المقبلة بدأ يدرك أهمية وسائل الاعلام في نضالهم, في هذا الوقت كانت اللوازم في انخفاض وكذلك الروح المعنوية، وعانى جيفارا من حساسية بسبب لدغات البعوض التي أسفرت عن خراجات مؤلمة بحجم الجوز على جسده، وأعتبر جيفارا هذه المرحلة "الأكثر إيلاما في الحرب"مع استمرار الحرب, أصبح جيفارا جزئاً لا يتجزأ من الجيش والمتمردين وأقنع كاسترو بقدراته ودبلوماسيته وصبره واقام جيفارا مصانع لتصنيع القنابل اليدوية، وقام ببناء أفران لصنع الخبز ودرس المجندين الجدد التكتيكات ونظم المدارس لتعليم الفلاحين  الأميين القراءة والكتابة.وعلاوة على ذلك أنشئ جيفارا العيادات الصحية وورش عمل لتعليم التكتيكات العسكرية وصحيفة لنشر المعلومات.هذا هو الرجل الذي بعد ثلاث سنوات أطلقت عليه مجله تايم  لقب: عقل الثورة في هذه المرحلة تمت ترقيته من قبل فيدل كاسترو  إلى القائد الثاني في الجيش.وكان المحارب الوحيد في مرتبة قائد إلى جانب فيدل كاسترو

وكان لجيفارا دورا أساسيا في إنشاء محطة إذاعية سرية اسمها راديو ريبيلدي, في فبراير عام 1958, كانت تبث الأخبار للشعب الكوبي مع تصريحات من جانب حركه 26يوليو  وكان من الواضح أن مصدر إلهام جيفارا لإنشاء محطة كان من خلال تجربه الولايات المتحدة التي قدمت إذاعة لجواتيمالا لإسقاط حكومة أربيينز
في أواخر يوليو عام 1958, لعب جيفارا دوراً حاسماً في معركه لاس مرسيدس باستخدام مجموعة محاربين لوقف استدعاء ألف وخمس مائة رجل من قبل باتيستا كانوا ضمن خطة لتطويق وتدمير قوات كاسترو.خلال هذا الوقت أيضاً أصبح جيفارا الخبير الرائد في تكتيكات الكر والفر ضد جيش باتيستا حيث كان يقوم بالضرب ثم يتلاشى مرة أخرى في الريف قبل تمكن جيش باتيستا  من الهجوم المضاد
مع استمرار الحرب قام جيفارا بقيادة مجموعة جديدة من المقاتلين غرباً للقيام بدفعة نهائية تجاه هافانا وقام جيفارا بالسفر مشياً على الأقدام واستغرق الأمر 7 أسابيع شاقة حيث كان يتحرك ليلاً فقط لتجنب الكمائن وكثيراً كان لا يأكل لعدة أيام.وفي الأيام الأخيرة من شهر ديسمبر عام 1958 كان على جيفارا مهمة تقسم الجزيرة إلى قسمين عن طريق الاستيلاء على مقاطعة لاس فيلياس, في غضون بضعة أيام نفذ سلسلة من الانتصارات تكتيكية رائعة سمحت له بالسيطرة على جميع المقاطعات ولكن دون العاصمة سانتا كلارا وتوجه غيفارا بكتيبته الانتحارية للهجوم على سانتا كلارا  التي أصبحت النهاية الحاسمة للإنتصار العسكري للثورة.وفي الأسابيع الستة التي سبقت سانتا كلارا كانت هناك أوقات كانوا الرجال محاطين بالكامل والعدد متفوق عليهم وكادوا يغلبون, وأنتصر جيفارا في نهاية المطاف على الرغم من الصعاب الهائلة والتفوق العددي للعدو الذي وصل إلى 10:1 وهذه المعارك تظل في رأي بعض المراقبين من الحروب التاريخيه الرائعه فى العصر فى الحديث بث راديو ريبيلدي التقارير الأولى لنجاح قوات غيفارا في إحتلال سانتا كلارا  ليلة رأس السنة عام 1958,وقابل هذا البث بثآ اخر كاذبآ من وسائل إعلام باتيستا بأن جيفارا تم قتله و في الساعة 3 صباحاً في 1 يناير عام 1959 تم التفاوض على سلام منفصل مع جيفارا وهرب باتيستا على طائرة إلى الجمهوريه الدومينيكيه مع ثروته التي تقدر بأكثر من 300 مليون دولار عن طريق الكسب غير المشروع والرشاوى.وفي يوم 2 يناير دخل غيفارا إلى هافانا للسيطرة النهائية على العاصمة واستغرق فيدل كاسترو أكثر من 6 أيام حتى وصل، وذلك لتوقفه لحشد الدعم في عدة مدن كبيرة في طريقه إلى هافانا في 8 يناير عام 1959.
 جيفارا فى حروب سانتا كلارا 
أثناء التدريبات

وفي فبراير أعلنت الحكومة الثورية أن جيفارا مواطنا كوبيا تقديراً لدوره فى الثورة وصدر قانون يعطي الجنسية والمواطنة الكاملة لكل من حارب مع الثوار برتبة عقيد، ولم توجد هذه المواصفات سوى في جيفارا الذي عيّن مديرا للمصرف المركزي وأشرف على محاكمات خصوم الثورة وبناء الدولة في فترة لم تعلن فيها الثورة عن وجهها الشيوعي، وما أن أمسكت الثورة بزمام الأمور - وبخاصة الجيش - حتى قامت الحكومة الشيوعية التي كان فيها جيفارا وزيراً للصناعة وممثلاً لكوبا في الخارج ومتحدثاً باسمها في الأمم المتحدة. وعندما وصلت هيلدا جاديا  إلى كوبا في أواخر شهر يناير قال غيفارا لها أن له علاقة مع امرأة أخرى واتفقا على الطلاق، الذي تم يوم 22 مايو.و يوم 2 يونيو عام 1959 تزوج من أليدا مارش وهي عضو كوبي المولد من حركة 26 يوليو والتي كان يعيش معها منذ 1958

  • لا كابانا وإصلاح الأراضي ومحو الأمية


جيفارا مع المزارعين 
جيفارا القائد 

خلال التمرد ضد نظام باتيستا الدكتاتوري، دخلت القيادة العامة لجيش المتمردين بقيادة فيديل كاسترو إلى الأراضي المحررة من قانون العقوبات المعروف باسم لي دي لا سييرا هذا القانون يتضمن فرض عقوبة الإعدام على الجرائم الخطيرة للغاية سواء التي ارتكبها الدكتاتور أو أنصار الثورة, في عام 1959 نشرت الحكومة الثورية تطبيق القانون على كامل الجمهورية وعلى الذين اعتبرتهم مجرمي حرب وقامت بالقبض عليهم بعد الثورة, وفقاً لوزارة العدل الكوبي هذا التعديل الأخير كان مدعوماً من غالبية السكان، ويتبع نفس الإجراءات في محاكمان نورينرج التي عقدها الحلفاء بعد الحرب العالمية الثانية.
لتنفيذ جزء من هذه الخطة قام كاسترو بتعين جيفارا قائد لسجن لاكابانا لمدة خمس أشهر (من 2 يناير إلى 12 يونيو 1959).واهتم جيفارا بتطهير جيش باتيستا وتوطيد انتزاع فوز "العدالة الثورية" ضد الذين يعتبرون خونة (مخبرين) أو من مجرمي الحرب و أثناء عمل غيفارا في منصب قائد لسجن لا كابانا قام باستعراض التظلمات من المدانين خلال عملية المحكمة الثورية.في بعض الحالات كانت العقوبة التي أصدرتها المحكمة هي الموت رميآ بالرصاص وجادل راؤول غوميس تريتو مستشار الشؤون القانونية في وزارة العدل الكوبية بان عقوبة الاعدام كانت مبررة من أجل منع المواطنين انفسهم من تحقيق العدالة بأيديهم، كما حدث منذ عشرين عاماً في وقت سابق أثناء مكافحة تمرد جيراردو ماشادو.و كتب السير الذاتية لاحظت أنه في يناير 1959 كان للجمهور الكوبي "مزاج الإعدام خارج نطاق القانون"، وأشار إلى استفتاء في تلك الفترة يظهر 93 ٪ من التأييد الشعبي لعملية التحكيم, لقى 20.000 من الكوبيين مصرعهم على يد أعوان باتيستا، وكثير من الذين حكم عليهم بالإعدام كانوا متهمين بالتعذيب والاعتداءات البدنية، ونفذت حكومة السلطة الحديثة عمليات الإعدام "دون احترام للإجراءات القانونية الواجبة".على الرغم من أن العدد الدقيق مختلف عليه, فمن المقدر أن عدة مئات من الأشخاص أعدموا خلال هذا الوقت.توجد آراء متضاربة حول مدى سعادة جيفارا إزاء عمليات الإعدام في مدينة لوس انجلوس بسجن لا كابانا، نشر بعض كتاب السيرة المعارضة تقرير بأنه استمتع بطقوس الاعدام رميا بالرصاص، ونظم لها بحماسة واندفاع.ولكن ما اعترف به جميع الاطراف هو ان جيفارا أصبح رجل أكثر صرامة لا يتورع عن تطبيق عقوبة الإعدام أو القيام بإجراءات سريعة أو القيام بالمحاكمات الجماعية, إذا كان السبيل الوحيد "للدفاع عن الثورة هو تنفيذ أحكام الإعدام على أعدائها فإنه لن يتأثر بالحجج الإنسانية أو السياسية".ويعضد هذا الرأى رسالة وجدت في 5 فبراير 1959 بين لويس لوبيز باريديس في بيونس أيرس وجيفارا حيث أقر الأخير بشكل لا لبس فيه "إن إطلاق النار من قبل فرق الإعدام ليست مجرد ضرورة لشعب كوبا ولكنها أيضا فرض"
أهتم غيفارا بجانب ضمان "العدالة الثورية" في وقت مبكر بأمر رئيسى آخر وهو إصلاح الأراضى الزراعية, وبعد نجاح الثورة على الفور تقريبا في 27 يناير 1959 ألقى تشي جيفارا واحداً من أهم خطاباته، حيث تحدث عن "الأفكار الاجتماعية لجيش المتمردين" وخلال هذا الخطاب أعلن أن الهم الرئيسي للحكومة الكوبية الجديدة هو "العدالة الاجتماعية والذي يأتى من لإعادة توزيع الأراضى وبعد بضعة أشهر في 17 مايو عام 1959 وضع "قانون الإصلاح الزراعي" ودخل حيز التنفيذ مما حدد حجم جميع المزارع إلى 1.000 فدان, أي حيازات أكثر من هذه الحدود تمت مصادرتها من قبل الحكومة وإعادة توزيعها على الفلاحين في شكل 67 فدان أو قدمت للبلديات التي تديرها الدولة.وينص القانون أيضاً على أنه لا يمكن لمزارع قصب السكر أن تكون مملوكة من قبل الأجانب.
يوم 12 يونيو عام 1959 أرسل كاسترو جيفارا في جولة لمدة ثلاثة أشهر لأربعة عشرة بلداً معظمها من حلف باندونج ودول بأفريقيا وآسيا, وكان إرسال غيفارا بعيداً عن كوبا قد سمح لكاسترو بأن يبدو بعيداً عنجيفارا  الذي كان متعاطف مع الماركسيه  والتي أزعجت كل من الولايات المتحدة وبعض أعضاء حركة كاسترو(26يوليو) و قضى غيفارا 12 يوماً في اليابان (من يوليو 15 إلى 27) وشارك في المفاوضات لتوسيع علاقات كوبا التجارية مع هذا البلد، خلال هذه الزيارة قام غيفارا سراً بزيارة مدينة هيروشيما  حيث كان الجيش الأميركي قد ألقى قنبله نوويه قبل 14 عاماً، صدم غيفارا مما شاهده خلال زيارته إلى المستشفى حيث كان به الناجين من القنبلة تحت العلاج
ولدى عودته إلى كوبا في سبتمبر 1959 كان لكاسترو الآن سلطة سياسية أكبر, كانت الحكومة قد بدأت في الاستيلاء على الأراضي المدرجة في قانون الإصلاح الزراعي، ولكن كان عليها التحوط وتقديم تعويضات لملاك الأراضي وبدلاً من ذلك قامت بتقديم "سندات" الفائدة المنخفضة مما وضع الولايات المتحدة في حالة تأهب. عند هذه النقطة مربي الماشية المتضررين من الأثرياء في "كاماغوي" قاموا بشن حملة ضد إعادة توزيع الأراضي مع المجندين حديثاً الساخطين وزعيم المتمردين هوبر ماتوس و الذي وقف جنباً إلى جنب مع الجزء المعارض للجناح الشيوعي وحركة 26 يوليو وانضم إليهم في استنكار للتعدي الشيوعي, خلال هذا الوقت قدم دكتاتور الدومينيك "رافائيل تروخيلو" المساعدة إلى "فيلق مناهضة الشيوعية لمنطقة البحر الكاريبي" الذي كان يتدرب في جمهورية الدومينيكان, هذه القوة متعددة الجنسيات في معظمها كانت مؤلفة من الأسبان والكوبيين وأيضاً من الكروات والألمان واليونانيين والجناح الأيمن للمرتزقة، الذين كانوا يخططون للاطاحة بنظام كاسترو الجديد.
تزايدت هذه التهديدات يوم 4 مارس 1960 عندما حدث انفجارين قاموا بهز سفينة الشحن الفرنسية "لا كوبر" والتي كانت تحمل ذخائر بلجيكية ، ورست في مرفأ هافانا, الانفجارين أسفرا عن مقتل ما لا يقل عن 76 شخصاً وإصابة عدة مئات وقدم غيفارا شخصياً الإسعافات الأولية لبعض الضحايا, اتهم الزعيم الكوبي فيدل كاسترو على الفور وكالة المخابرات المركزية بالقيام "بالعمل الارهابي" وعقدت جنازة رسمية في اليوم التالي لضحايا الإنفجار 
هذه التهديدات المتصورة دفعت كاسترو للقيام بالمزيد من الثورة المضادة ، والاستفادة من جيفارا بشكل جذري لزيادة سرعه إصلاح الأراضى ولتنفيذ هذه الخطة أنشئت وكالة حكومية جديدة هي "المعهد الوطني للإصلاح الزراعي" (اينرا) كإدارة جديدة لتنفيذ قانون الإصلاح الزراعي وسرعان ما أصبحت هي أهم هيئة حكومية في البلاد برئاسة جيفارا بوصفه وزيراً للصناعة.تحت قيادة غيفارا نشأت الميليشية الخاصة لاينرا بقوامة 100.000 شخص وتستخدم أولاً لمساعدة الحكومة على السيطرة على الأراضي المصادرة والإشراف على التوزيع، وبعد ذلك لإنشاء المزارع التعاونية, شملت الأراضي المصادرة 480.000 فدان مملوكة لشركات أمريكية. وعلى سبيل الانتقام قام الرئيس الأمريكى إيزنهاور بتخفيض حاد في الواردات من السكر الكوبي (المحصول النقدي الرئيسي لكوبا) مما جعل غيفارا يوم 10 يوليو عام 1960 بالقاء خطاب أمام أكثر من 100.000 عامل امام القصر الرئاسى  في مسيرة دعا فيها إلى شجب تصرف الولايات المتحدة ووصفه "بالعدوان الاقتصادي".

    جيفارا وهو وزير صناعه 
  • الرجل الجديد وخليج الخنازير وأزمة الصواريخ


وحصل جيفارا بعدها على وظيفة إضافية وهي منصب رئيس البنك الوطني والتي وضعته في ذروة قوته إضافة ً إلى كونه وزير الصناعة وجعلته قيصرالاقتصاد الكوبي.كان أول أهدافه هو تنويع اقتصاد كوبا فضلاً عن القضاء على الحوافز المادية لصالح الدوافع الأخلاقية. كان ينظر إلى الرأسماليه على أنها مسابقة "بين الذئاب" حيث "لا يسع المرء إلا بالفوز على حساب الآخرين" وبالتالي المطلوب أن نرى إنشاء "الرجل والمرأة الجديدين".وشدد جيفارا باستمرار على أن الاقتصاد الإشتراكى في حد ذاته لا "يستحق كل هذا الجهد والتضحية ومخاطر الحرب والدمار" إذا انتهى بتشجيع "الجشع والطموح الفردي على حساب الروح الجماعية. وهكذا أصبح الهدف الرئيسي لغيفارا هو إصلاح "الوعي الفردي" والقيم على تقديم أفضل العمال والمواطنين.في رأيه كان على "الرجل الجديد" لكوبا أن يكون قادراً على التغلب على الأنانيه وحب الذات الذين كان يكرههما بشكل شديد لأنهما سمة من سمات الأفراد في المجتمعات الرأسماليه ومن معتقدات غيفارا أن هناك جزء لا يتجزأ من مواصلة تعزيز الشعور "بالوحدة الوطنية بين الفرد والجماعة" وهو العمل التطوعي. لعرض هذا, قام جيفارا بالقيادة وتقديم المثل، وهذا عن طريق العمل "إلى ما لا نهاية في وظيفته في الوزارة في مجال البناء وحتى قطع قصب السكر" في أيام عطلته.وكان معروفاً بالعمل 36 ساعة متواصله داعياً لاجتماعات بعد منتصف الليل وتناول الطعام بشكل عارض. وكان هذا السلوك يليق بجيفارا في طريقته الجديدة للتحفيز المعنوى حيث كان المطلوب من كل عامل الآن تلبية حصة وإنتاج عدد معين من السلع ومع ذلك تم إلغاء الزيادات في الأجور وذلك بتقديم بديل وهو نظام يسمح للعمال عند تجاوز حصتهم الحصول على شهادة تقدير  في حين أن العمال الذين فشلوا في الوفاء بحصصهم يتم تخفيض أجورهم. 

وبغض النظر عن مزايا أو عيوب المبادئ الاقتصادية لجيفارا وبرامجه الذي انتهت سريعآ بالفشل.فبرنامجه " للحوافز المعنوية" للعمال تسبب بانخفاض سريع في الإنتاجية وارتفاع سريع في التغيب عن العمل.وفى عام 1961, دربت الولايات المتحدة 1400من المنفيين الكوبيين لغزو الجزيرة في ما يسمى بغزو خليج الخنازير و لم يلعب جيفارا بنفسه دوراً أساسياً في القتال لأن قبل يوم من الغزو قامت سفينة حربية تنقل قوات مشاة البحرية مزودة بالغزو قبالة الساحل الغربي لبينار دل ريو، وتم توجيه القوات بقيادة جيفارا إلى تلك المنطقة. ومع ذلك يعطي المؤرخون جيفارا الفضل حيث كان مديراً تنفيذياً للقوات المسلحة الكوبيه في ذلك الوقت ومن حقه حصة من هذا النصر.وشرح الكاتب تاد شولك الفوز الكوبي الذي يسند بعض الفضل لجيفارا قائلا : إن الثوريين فازوا لأن تشي جيفارا بصفته رئيساً لإدارة القوات المسلحة الثورية والمسؤول عن برنامج تدريب الميليشيات قاموا بإعداد جيد جداً ل200.000 من الرجال والنساء للحرب. كما أصيب جيفارا خلال هذا الانتشار من مرور رصاصة بخده من مسدسه عندما سقط من الحافظة وانطلقت الطلقة بطريق الخطأ.

وفي أغسطس 1961 على هامش المؤتمر الاقتصادي لمنظمه الدول الأمريكيه في أورجواى  أرسل تشي غيفارا مذكرة "شكر" للرئيس الاميركي كيندى عن طريق ريتشارد غودوين - وهو سكيرتير شاب في البيت الأبيض - نصها كما يلي : شكراً لما حدث في خليج الخنازير. وقبيل هذا الغزو كان الثوار غير واثقين من أنفسهم والآن هم أقوى من أي وقت مضى.وقام وزير الخزانة دوغلاس ديلون بعرض رداً من الولايات المتحدة للتحالف من أجل التقدم والتصديق عليه من قبل الجلسة وهاجم جيفارا بعدوانية مطالبة الولايات المتحدة بكونها ديمقراطيه  مشيراً إلى أن مثل هذا النظام لا يتوافق مع ما يحدث من الطبقه الماليه والتمييز ضد السود هناك وانهى جيفارا تصريحاته بتلميح ساخراً من أن الولايات المتحدة ليست مهتمة باقامة إصلاحات حقيقية.و الخبراء الأمريكيون لا يتحدثون أبدا عن الإصلاح الزراعي ويفضلون مواضيع آمنة مثل تحسين امدادات المياه. باختصار يبدو أنها تستعد لثورة المراحيض,

وكان غيفارا مهندسا عملياً للعلاقات الكوبية السوفيتية،ثم لعب دوراً رئيسياً في جلب الأسلحه النوويه والصواريخ إلى كوبا من الإتحاد السوفيتى  والتي أدت إلى أزمه الصواريخ الكوبيه  في أكتوبر 1962 وجعلت العالم على شفى الحرب النووية. خلال مقابلة مع الصحيفة الشيوعية البريطانية العمال اليومية بعد أسابيع قليلة من الأزمة كان غيفارا لا يزال غاضبا بسبب الخيانة المتصورة من السوفييت وذكر أنه إذا كانت الصواريخ تحت السيطرة الكوبية لكانوا قد أطلقوها على الفور. أشار المراسل البريطاني سام راسل الذي تحدث إلى غيفارا في ذلك الوقت, إلى مشاعر مختلطة واصفاً إياه بأنه شخصية دافئة وأنه رجل استخبارات كبير لكن الصواريخ بالنسبة له هي كالمفرقعات, أقنعت أزمة الصواريخ جيفارا بأن اثنين من القوى العظمى في العالم - الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي  تستخدم كوبا بمثابة رهان في استراتيجياتها العالمية. بعد ذلك أصبح يندد بالسوفيت تقريباً مع كل شجب للأمريكيين.

نضالات جيفارا 


مع جون بول سارتر وسيمون دى بوفوار

كره جيفارا اتكال الثورة الكوبية على الاتحاد السوفيتي، واستمر في ابتكار وسائل أخرى للحصول على التمويل وتوزيعه. ولأنه الوحيد الذي درس فعلا أعمال كارل ماركس بين قادة حرب العصابات المنتصرين في كوبا، فإنه كان يحتقر التحريفيين ومافيا الحزب الذين صعدوا على أكتاف الآخرين في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية، وفي كوبا أيضا.
كشف (آي إف ستون) كيف انهمك تشي جيفارا في نقاش علني، أثناء مؤتمر في مدينة بونتي ديل استي بأوروجواى مبكراً في 1961 (وهو المولود في الأرجنتين حيث درس الطب هناك) مع بعض شباب اليسار الجديد من نيويورك. أثناء تلك المناقشة، مر بهم اثنان من جهاز الحزب الشيوعي الأرجنتيني. لم يستطع جيفارا أن يمنع نفسه من الصياح بصوت عال، "هيي، لماذا أنتم هنا، أمن أجل أن تبدأوا الثورة المضادة؟"
وبالفعل فإن الثورة في كوبا، على عكس المفاهيم المعاصرة للكثيرين في الولايات المتحدة اليوم، كانت مستقلة، وفي بعض الأحيان معارضة للحزب الشيوعي الكوبي. ولقد أخذ بناء مثل هذه العلاقة -التي لم يكن من السهل صنعها- عدة سنوات فقط بعد الثورة ونجحت في أخذ سلطة الدولة وتأسيسها، دافعة إلى الاندماج بين القوى الثورية والحزب -الاندماج الذي لم يضع نهاية لمشاكل جيفارا والثورة الكوبية نفسها.
إحدى تلك المشاكل هي اعتماد كوبا المتزايد على الاتحاد السوفيتي (في بعض الأوجه يماثل الاعتماد المتزايد لبعض المنظمات الراديكالية على منح المؤسسات في صورة أموال ولوازم لولبية أخرى). قررت الحكومة أثناء احتياجها اليائس للنقد من أجل شراء لوازم شعبها الضرورية -وبعد نقاش مرير- قررت أن تضيع فرصة تنويع الزراعة في كوبا من أجل التوسع في محصولها النقدي الرئيسي، قصب السكر، الذي يتم تبادله أمام البترول السوفيتي، لتستهلك جزء من هذا البترول وتعيد بيع الباقي في السوق العالمي. وبالتدريج فقدت كوبا، بالرغم من تحذيرات تشي (والآخرين)، القدرة على إطعام شعبها نفسه -وهي المشكلة التي بلغت أبعادا مدمرة بانهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.
وهي نفس الأزمات التي أحدقت بالاتحاد السوفيتي والدول التي كان معترفا بها كدول اشتراكية عندما سعوا وراء النموذج الصناعي للتنمية وحاولوا أن يدفعوا ثمنه بالإنتاج والتنافس في السوق العالمي. كان رد فعل جيفارا: لا تنتج من أجل السوق العالمي. ارفض تحليلات التكلفة/المنفعة (cost/benefit) كمعيار لما ينبغي إنتاجه. آمن تشي  جيفارا بأن المجتمع الجديد حقيقة، وعليه أن يجعل طموحه هو ما يحلم به شعبه من أجل المستقبل، وأن يعمل على تنفيذه فورا في كل أوان ومكان. وحتى تبلغ ذلك، على الثورات الشيوعية أن ترفض معيار "الكفاءة" وعليها أن ترعى المحاولات المجتمعية المحلية حتى تخلق مجتمعا أكثر إنسانية بدلاً من ذلك.

الدبلوماسية الدولية

أثناء زيارته لليابان 

سافر غيفارا في 1964 لنيويورك على رأس الوفد الكوبي لإلقاء كلمة في الأمم المتحدة  وخلال كلمته الحماسية انتقد جيفارا عدم قدرة الأمم المتحدة لمواجهة السياسة "الوحشية والعنصريه فى جنوب أفريقيا  وأعلن "ألا يمكن للأمم المتحدة أن تفعل شيئا لوقف هذا الأمر؟"  ثم شجب جيفارا سياسه الولايات المتحدة تجاه السكان السود قائلا 

أولئك الذين يقتلون أطفالهم ويميّزون بينهم كل يوم بسبب لون بشرتهم, الذين سمحوا لقتلة السود بالبقاء أحراراً, وقاموا بحمايتهم, وإضافةً إلى ذلك عاقبوا السود لأنهم طالبوا بحقوقهم المشروعة بالعيش كرجال أحرار, من هم أولئك الذين جعلوا من أنفسهم حراساً للحرية؟

جيفارا فى موسكو 

 واختتم جيفارا خطابه معلناً أن  أمريكا اللاتينية عائلة من 200 مليون أخ يعانون من نفس البؤس."  وأعلن جيفارا أن هذه الملحمة من شأنها أن تكون مكتوبة من قبل "جماهير الهنود الجياع والفلاحون المنتزعين من الأرضي والعمال المستغلون والجماهير التقدميين". الصراع لجيفارا كان صراعا على الكتلة والأفكار والتي سوف يحملها "الذين يتم معاملتهم بسوء واستهزاء من قبل الإمبرياليه " التي كانت تعتبرهم في السابق "قطيع من الضعفاء وخانعيين". مع هذا القطيع أكد جيفارا الآن أن احتكار الرأسمالية مخيف وسيتسبب "بحفر قبورهم.و أضاف جيفارا أنه سيكون في خلال هذه الساعة من "الدفاع" أن تبدأ جموع "المجهول" في كتابة تاريخها الخاص "بدمها" واستعادة هذه الحقوق التي كان يُسخر منها لمدة 500 سنة. أضاف جيفارا في ملاحظاته إلى الأمم المتحدة إلى الجمعية العامة على افتراض أن هذه "الموجة من الغضب" سوف "تجتاح الأراضي في أمريكا اللاتينية" وجماهير العمال الذين "يدورون عجلة التاريخ" للمرة الأولى سيقومون "بالصحوة المفتقدة منذ فترة طويلة من وحش النوم الذي كانوا قد تعرضوا له.

جيفارا وعبد الناصر 

في وقت آخر علم جيفارا أنه تعرض لمحاولتين إغتيال فاشلتين لاغتياله من قبل المنفيين الكوبيين أثناء توقفه في مجمع الأمم المتحدة.المحاولة الأولى من مولي جونزاليس الذي حاول اختراق الحواجز لدى وصوله ومعه سكين صيد طولها سبعة بوصة، والثانية خلال خطابه من قبل جييرمو نوفو الذي كان يحمل جهاز توقيت حيث كانت هناك بازوكا سيتم إطلاقها من قارب في نهر الشرق على الأمم المتحدة بعد ذلك علق جيفارا على كلا الحادثين على أنه: من الأفضل أن أقتل على يد امرأة بسكين من أن أقتل من رجل يحمل بندقية في حين اضاف قائلاً مصاحباً موجة من دخان السيجار من فمه: ان الانفجار كان سيجعل الأمر أكثر نكهة.

بينما كان تشي جيفارا في مدينة نيويورك ظهرعلى شبكه سى بى سى في برنامج صنداى للأخبار برنامج واجه الأمة ، والتقى مع مجموعة من الناس، منهم السناتور الاميركي يوجين مكارثى وشركاء لماكوم إكس , مالكولم إكس الذي ابدى اعجابه بجيفارا معلنا أنه أحد الرجال الأكثر ثورية في هذا البلد الآن بينما كان يقرأ بياناً له أمام حشد في قاعة أودوبون.

غادر جيفارا لباريس في 17 ديسمبر في جولة لمدة ثلاثة أشهر واشتملت على الصين ومصر والجزائر وغانا وغينيا ومالى والكونغو وتنزانيا مع توقف فى إيرلندوبراغ و بينما كان غيفارا في ايرلندا قام بالاحتفال بتراث بلده الايرلندي وكتب إلى والده عن هذه الزيارة قائلا بخفة دم: أنا في ايرلندا الخضراء الخاصة بأسلافك عندما اكتشف التلفزيون أننى من أصول أيرلنديه  جاءوا ليسألونى عن نسبى لعائلة لينش ولكن في حال كانوا لصوصا أو شيء من هذا القبيل، لم أقل لهم أشياء كثيرة.

جيفارا فى غزة 

خلال هذه الرحلة كتب رسالة إلى كارلوس كيخانو محرر في جريدة أسبوعية في أورجواى ، التي تم تسميتها آنفاً بعنوان الاشتراكية والإنسان في كوبا. ورد في مقال لجيفارا تلخيص لأفكاره عن خلق نوع جديد من الوعي وحالة جديدة للعمالة والعمل والأدوار الفردية. جيفارا أنهى مقاله معلنا أن "الثوري الحقيقي يسترشد بالشعور العظيم للحب" وطلب من جميع الثوريين "كافحوا كل يوم حتى يتحول هذا الحب تجاه البشر الذين يعيشون إلى أعمال يحتذى بها"، وبذلك نصبح "قوة محركة".

ألقى جيفارا خطابة الأخير في الجزائر يوم 24 فبراير 1965 الذي كان آخر ظهور علني له على المسرح الدولي في ندوة اقتصادية عن التضامن الأفرو - آسيوي.وقام غيفارا بالتركيز على الواجب الأخلاقي للبلدان الاشتراكية واتهمهم بالتواطؤ الضمني مع الدول الغربية المستغله،ليعلن أنَّ "إفريقيا تمثّل ساحة من أهم ساحات المعارك ضدَّ جميع قوى الاستغلال الموجودة في العالم". ثم ينتقد الاتّحاد السوفيتي الذي أصبح "بلداً أنانياً بورجوازياً" على حدّ تعبيره، ويطلب من الاتّحاد السوفيتي أن يساعد مجاناً ومن غير شروط الدول الاشتراكية الفقيرة. ثم ينتقد مبدأ التعايش السلمي بين موسكو وواشنطن ويقول: "إنَّ الواجب المعنوي والسياسي للدول الاشتراكية يتطلّب منها تصفية كلّ نوع من التعاون مع الدول الرأسمالية في الغرب". ويطالب الاتّحاد السوفياتي بإعادة علاقاته مع الصين الشعبية ويقول: "نحن مرتبطين أشدّ الارتباط بقوة المعسكر الاشتراكي ووحدته، لذلك فإنَّ الخلاف السوفياتي – الصيني يشكّل خطراً شديداً علينا".

وقد انتقد الاتحاد السوفياتي (الداعم المالي الرئيسي لكوبا) بطريقة عامة، وعاد إلى كوبا في 14 مارس إلى حفل استقبال رسمي من قبل فيدل وراؤول كاسترو، أوزفالدو دورتيكوس وكارلوس رافائيل رودريجيز في مطار هافانا.

في عام 1965 بعد ذلك بأسبوعين قل ظهور غيفارا في الحياة العامة ومن ثم اختفى تماماً. كان مكان وجوده لغزاً كبيراً في كوبا حيث كان ينظر إليه عادة باعتباره الرجل الثاني في السلطة بعد كاسترو نفسه. اختفائه نسب بأشكال مختلفة إلى فشل خطة التصنيع حين كان وزير الصناعة، وإلى الضغوط التي كانت تمارس على كاسترو من قبل المسؤولين السوفيتيين الرافضين لسياسة غيفارا المواليةللصين الشيوعيه  حول الانقسام بين الصين والاتحاد السوفيتي. كانت هناك خلافات خطيرة بين غيفارا وكاسترو في كوبا فيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية والخطة المجتمعية. بدأ كاسترو يأخذ حذره من تزايد شعبية جيفارا واعتبره تهديدا محتملا.

وتزامنت وجهات نظر غيفارا مع النظريات التي اوردتها القيادة الشيوعية الصينية والتي سببت مشكلة متنامية بالنسبة لكوبا بالنسبة لاقتصاد البلاد الذي أصبح أكثر وأكثر اعتماداً على الاتحاد السوفياتي. كان غيفارا منذ الأيام الأولى للثورة الكوبية في نظر الكثيرين من المدافعين عن إستراتيجية الماوى في أمريكا اللاتينية والمنشئ لخطة التصنيع السريع لكوبا التي كان يتم كثيراَ مقارنتها مع الصين بعبارة "القفزة الكبرى إلى الامام". كاسترو أصيب بالضجر من غيفارا، ويرجع ذلك إلى أن غيفارا كان يعارض الشروط السوفياتية والتوصيات التي رأى كاسترو أنها ضرورية. في حين وصفها غيفارا بأنها شبة احتكارية.وبالرغم من ذلك كان كل من كاسترو وإرنيستو غيفارا يدعمان علنا فكرة تشكيل جبهة موحدة.

في أعقاب أزمه الصواريخ الكوبيه وما رأه غيفارا على أنه خيانة من قبل الجهه السوفيتية حين قام خروشوف بسحب الصواريخ من الأراضي الكوبية، أصبح غيفارا أكثر تشككاً في الاتحاد السوفياتي كما ظهر في خطابه الأخير في الجزائر و كان يؤيد بشدة فيتنام الشيوعية فيحرب فيتنام  وحث شعوب البلدان النامية الأخرى لحمل السلاح، وخلق "الكثير من الفيتناميين

بعد تعرض كاسترو لضغوط دولية بشأن مصير غيفارا صرح في 16 يونيو 1965 أن الشعب سيتم تعريفة عندما يعلن غيفارا بنفسه عن رغبته في السماح لهم بمعرفة أخبار عنه. ومع ذلك انتشرت الشائعات داخل وخارج كوبا. وفي 3 أكتوبر كشف كاسترو عن رسالة غير مؤرخة منسوبة إلي غيفارا مرسله من عده أشهر: أشار فيها غيفارا من جديد إلى تضامنه الدائم مع الثورة الكوبية ولكنه أعلن عن نيته لمغادرة كوبا من أجل القتال من أجل القضايا الثورية في الخارج. إضافة إلى ذلك استقال غيفارا من جميع مناصبه في الحكومة والحزب وتخلى عن الجنسية الكوبية الفخرية.وظلت تحركات جيفارا محاطة بالسرية

اختفاء جيفارا

نشرت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية شائعات تدعي فيها اختفاء جيفارا في ظروف غامضة، ومقتله على يد زميله في النضال القائد الكوبي فيدل كاسترو، مما اضطر الزعيم الكوبي للكشف عن الغموض الذي اكتنف اختفائه من الجزيرة للشعب الكوبي فأدلى بخطابه الشهير الذي ورد في بعض أجزائه ما يلي:-لدي هنا رسالة كتبت بخط اليد، من الرفيق إرنستو غيفارا يقول فيها: أشعر أني أتممت ما لدي من واجبات تربطني بالثورة الكوبية على أرضها، لهذا أستودعك، وأستودع الرفاق، وأستودع شعبك الذي أصبح شعبي. أتقدم رسميا باستقالتي من قيادة الحزب، ومن منصبي كوزير، ومن رتبة القائد، ومن جنسيتي الكوبية، لم يعد يربطني شيء قانوني بكوبا. 

في أكتوبر 1965 أرسل جيفارا رسالة إلى كاسترو تخلى فيها نهائيا عن مسؤولياته في قيادة الحزب، وعن منصبه كوزير، وعن رتبته كقائد، وعن وضعه ككوبي، إلا أنه أعلن عن أن هناك روابط طبيعة أخرى لا يمكن القضاء عليها بالأوراق الرسمية، كما عبر عن حبه العميق لكاسترو ولكوبا، وحنينه لأيام النضال المشترك.

أكدت هذه الرسالة إصراره على عدم العودة إلى كوبا بصفة رسمية، بل كثائر يبحث عن ملاذ آمن بين الحين والآخر. ثم أوقف مساعيه الثورية في الكونغو وأخذ الثائر فيه يبحث عن قضية عالمية أخرى. وقد قال فى ذلك:--إن الثورة تتجمد وإن الثوار ينتابهم الصقيع حين سجلسون فوق الكراسى وأنا لا أستطيع أن أعيش ودماء الثورة مجمدة فى داخلى 

جيفارا فى الكونغو

جيفارا فى الكونغو1965

قرر جيفارا المغامرة  في عام 1965 ليقدم علمه وخبرته بوصفه خبير في حرب العصابات إلى الصراع الجاري فى الكونغو ،و كان جيفارا يعتقد أن أفريقيا هي الحلقة الضعيفة للإمبريالية، وبالتالي قد تنطوي على إمكانات هائلة للثورة.والرئيس المصري جمال عبد الناصر  الذي كانت تجمعه علاقات أخوية مع جيفارا التي يعود تاريخها إلى عام 1959 خلال زيارة إلى مصر، كان يرى خطط جيفارا للقتال في الكونغو بأنها "غير حكيمة" وحذر من انه سيصبح مثل طرزان " هناك وهي تجربة محكوم عليها بالفشل.و على الرغم من التحذير قاد جيفارا عملية الدعم الكوبي للحركة الماركسية سيمبا التي انبثقت بعد استمرار الكونغو . وصل جيفارا ورجله الثاني في القيادة فيكتور دريكى و 12 أخرون من الحملة الكوبية إلى الكونغو في 24 أبريل 1965 ليكونوا وحدة قوامها نحو 100 من المنحدرين من أصل كوبي انضمت إليهم بعد ذلك بقليل.كما تعاون لفترة مع زعيم المتمردين لوران كابيلا  الذي سبق له ان ساعد مؤيدي لومومبا الذي تم اغتياله من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الذي قاد حركة تمرد من قبل وكتب عليها الفشل. لقد كان جيفارا معجباً بالراحل لومومبا وأعلن ان "قتله يجب أن يكون درسا لنا جميعا." ولكن سرعان ما خاب أمله في انضباط قوات كابيلا وقال عنه "لا شيء يدفعني إلى الاعتقاد بانه هو رجل الساعة".

وفى هذا الوقت عمل مرتزقة جنوب أفريقيا أو العنصريين  بقيادة مايك هور بالتنسيق مع المنفيين الكوبيين ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية وجيش الكونغو الوطنى لاحباط غيفارا. وكانوا قادرين على رصد رسائله، وحتى استباق هجماته وقطع خطوط الامداد. على الرغم من أن غيفارا سعى إلى اخفاء وجوده في الكونغو إلا أن حكومة الولايات المتحدة كانت على علم بمكانه والأنشطة التي يقوم بها

فى الكونغو

وكان هدف جيفارا هو تصدير الثورة عن طريق إيعاز القوى المحلية المعادية لموبوتو  المقاتلين سيمبا عن الفكر الماركسى واستراتيجيات نظرية فوكو عن حرب العصابات  في يوميات الكونغو التي كتبها يذكر عدم الكفاءة والتعنت والصراع الداخلي بين القوات الكونغولية المحلية من ضمن الأسباب الرئيسية لفشل الثورة.ثم غادر غيفارا الكونغو من نفس العام بسبب مرضة بالزهار وكان أيضا يعاني من الربو الحاد وسبعة أشهر من خيبة الأمل والإحباط وذلك بصحبة الناجيين الكوبيين (ستة أعضاء من فرقتة كانوا قد ماتوا). كان غيفارا يفكر في إرسال الجرحى إلى كوبا، والقتال في الكونغو وحده حتى الممات، على سبيل تقديم المثل الأعلى للثوار والثورة، ولكن بعد أن حثه رفاقه وضغطوا عليه من قبل اثنين من المبعوثين التي بعث بهم كاسترو وافق في آخر لحظة على مضض أن يتراجع عن خطته. في الحديث عن الكونغو، خلص غيفارا إلى أن "العنصر البشري فشل. لا توجد إرادة للقتال، والقادة فاسدون، باختصار لم يكن هناك شيء يمكننى القيام به.بعد أسابيع قليلة، عند كتابة مقدمة لمذكراته عن مشروع الكونغو، بدأ كتابته : "هذا هو تاريخ الفشل." 

فى الكونغو 

كان جيفارا مترددا بشأن العودة إلى كوبا، وذلك لأن كاسترو نشر رسالته للجمهور والتي كانت "رسالة وداع" والتي كان يجب نشرها فقط في حالة وفاته حيث قال انه قطع كل العلاقات من أجل تكريس نفسه للثورة في جميع أنحاء العالم  نتيجةً لهذه الرسالة، أمضى جيفارا الأشهر الستة المقبلة في الخفاء في دار السلام وبراغ خلال هذا الوقت أعد مذكراته عن تجربة الكونغو، وكتب مسودات لكتابين آخرين واحد عن الفلسفة والآخر عن الاقتصاد. ثم زار عدة بلدان في أوروبا الغربية لاختبار أوراق هويتة المزيفة، التي زورها في الاستخبارات الكوبية لسفره إلى اميركا الجنوبية لاحقاً. عندما كان جيفارا يستعد للذهاب إلى بوليفيا كتب رسالة إلى أطفاله الخمسة لتقرأ عند وفاته، والتي انتهت بوصيه:-

وفوق كل شئ كونوا قادرين دومآ على الإحساس بالظلم الذى يتعرض له أى إنسان مهما كان حجم هذا الظلم وأيآ كان مكان هذا الإنسان هذا أجمل ما يتصف به الثورى وداعآ إلى الأبد يا أطفالى وإن كنت لا زلت أمل أن أراكم مرة أخرى لكم جميعآ قبله كبيرة كبيرة وحضن كبير كبير من بابا "" 

جيفارا ورحلته الأخيرة فى بوليفيا

فى بوليفيا 

مكان جيفارا ظل مخفيا عن العامة. حتى ذكر ممثلو حركة استقلال موزمبيق وجبهة التحرير الموزمبيقية، أنها التقت بجيفارا في أواخر عام 1966 أو أوائل 1967 في دار السلام فيما يتعلق بعرضه للمساعدة في مشروعاتهم الثورية والتي قوبلت بالرفض في نهاية المطاف أعلن اللواء خوان الميدا القائم بأعمال وزير القوات المسلحة في الخطاب الذي ألقاه في عام 1967لعيد العمال أمام حشد في هافانا أن جيفارا كان "في خدمة الثورة في مكان ما في أميركا اللاتينية". التقارير المستمرة عن أنه كان يقود الثوار في بوليفيا تبين في نهاية المطاف أنها كانت صحيحة.

بناء على طلب كاسترو تم شراء قطعة ارض من الغابات الجافه الجبليه  في منطقة نائية بنانكاهوازو من قبل الشيوعيين الأصلييون في بوليفيا لتشي جيفارا حتى يستخدمها كمنطقة تدريب ومعسكر لقاعدة الثوار.

والتدريب في هذا المخيم في وادي نانكاهوازو أثبت أنه أكثر خطورة من القتال بالنسبى إلى غيفارا والكوبيين الذين يرافقونه. تم انجاز القليل في سبيل بناء جيش حرب العصابات. المتحدثة السابقة للستازي هايدي تامارا بونكة بايدر، كان قد تم تعيينها وكيله رئيسية في لاباز وأفيد أيضا أنها كانت تعمل لحساب الكى جى بى وقالت مصادر غربية عدة انها خدمت بدون قصد المصالح السوفياتية حيث دلت السلطات البوليفية على مكان جيفارا.

بعد القبض عليه

قوة جيفارا التي بلغ عددها نحو 50 شخص التي كانت تعمل تحت اسم جيش التحرير الوطني (جيش التحرير الوطني لبوليفيا) كانت مجهزه تجهيزاً جيداً وحققت عدداً من النجاحات المبكرة ضد بوليفيا في هذه المنطقة الوعرة من كاميري الجبلية. ولكن في سبتمبر  تمكن الجيش من القضاء على اثنين من جماعات حرب العصابات في معركة عنيفة وتردد أنها قتلت واحدا من القادة.

وفشلت خطة جيفارا لتأجيج ثورة في بوليفيا و كان ذلك للأسباب التاليه :

    فى ريف بوليفيا 1967
  • كان يتوقع أن يتعامل فقط مع الجيش البوليفي، الذي كان سيئ التدريب والتجهيز. بدلاً من ذلك لم يكن غيفارا على علم بان الحكومة الأمريكية قد ارسلت فريقاً من وكالة المخابرات المركزية من قوات الكوماندوس الخاصه وناشطين آخرين إلى بوليفيا للمساعدة في جهود مكافحة التمرد. وقد تم تدريب الجيش البوليفى ونصحه، من قبل خبراء أمريكان 
  • غيفارا كان يتوقع المساعدة والتعاون من المنشقين المحليين وهو ما لم يحدث، كما أنه لم يحصل على الدعم من الحزب الشيوعي في بوليفيا، 
  • وكان يتوقع أن يبقى على اتصال لاسلكي مع هافانا. ومع ذلك، فإن أجهزة الاتصال الاثنين من  التي وفرتها له كوبا كانت معيبة، وهكذا أصبح المقاتلين غير قادرين على التواصل مع كوبا ولم يتم إسقاط أي امدادات لهم مما جعلهم معزولين ومحاصرين.
  • بالإضافة إلى ذلك، اختيار غيفارا المعروف للمواجهة بدلاً من التوصل لحل وسط كان قد سبق وأن ظهر على السطح خلال حملة حرب العصابات في كوبا، وساهم هذا في عدم قدرته على تطوير علاقات عمل ناجحة مع القادة المحليين في بوليفيا، تماماَ مثل الذي حدث في الكونغو. 
والنتيجة النهائية هي أن جيفارا كان غير قادر على اجتذاب أي من سكان المنطقة المحليين للانضمام إلى الميليشيا التابعة له خلال 11 شهرا التي حاول خلالها تجنيد المجندين. قرب نهاية المشروع اشتكى غيفارا في مذكراته أن "الفلاحين لا يقدمون لنا أي مساعدة ويتحولون إلى مخبرين." 



اعتقال وإعدام جيفارا 

جيفارا بعد الإعدام

جيفارا ميت 
جيفارا ميت 
جيفارا بعد الإعدام 
تحول فيليكس رودريجيز وهو منفي كوبي إلى مخبر لصالح وكاله الإستخبارات الأمريكيه  في قسم النشاطات الخاصة, وساعد القوات البوليفية أثناء مطاردتها لغيفارا في بوليفيا. في يوم 7 أكتوبر أبلغ مخبراً القوات البوليفية الخاص بموقع غيفارا وفرقته في معسكر بواد جورو, قامت القوات بمحاصرة المنطقة، وجرح غيفارا وأسر حين كان يحاول قيادة الفرقة مع "سيمون كوبا سارابيا". ذكر "جون لي اندرسون" كاتب سيرة تشي في تقاريره عن رواية الرقيب البوليفي برناردينو اوانكا: أن غيفارا أصيب مرتين وعندما أصبحت بندقيته عديمة الفائدة هتف "لا تطلقوا النار! أنا تشي غيفارا، وأساوى حياً أكثر من ميتاً.تم تقييد جيفارا واقتيد إلى مبنى مدرسة متهالك بني من الطين في قرية  مساء يوم 7 أكتوبر, بعد يوم ونصف رفض جيفارا أن يتم استجوابه من قبل ضباط بوليفيين، وتكلم بهدوء إلى الجنود البوليفيين فقط, واحد من هؤلاء الجنود البوليفيين كان قائد طائرة هليكوبتر يسمى "نينو خايمي دي جوزمان" ووصف حالة تشي أنها " مروعة " ووفقا لجوزمان أطلق الرصاص على جيفارا في الساق اليمنى وشعره كان متعقد بالتراب وكانت ملابسه ممزقة وقدميه كانتا مغطاتين بأغماد الجلود الخشنه, وعلى الرغم من مظهره المنهك يروي جوزمان أن " تشي جيفارا رفع رأسه عالياً ونظر للجميع مباشرة ولم يسأل عن شيء إلا الدخان ". يقول دي جوزمان إنه "أشفق" عليه وأعطاه حقيبة صغيرة من التبغ ثم ابتسم غيفارا وشكره. في ليلة 8 أكتوبر قام غيفارا على الرغم من كونه مقييد من يديه بركل الضابط البوليفي اسبينوزا على الحائط، بعد أن حاول الضابط انتزاع غليون غيفارا من فمه كتذكار. في مثال آخر للتحدي، بصق جيفارا في وجه الاميرال البوليفي اوجاتاشى قبل إعدامه بوقت قصير.في صباح الغد  طلب غيفارا مقابلة (مدرسة) من القرية، وهي جوليا كورتيز التي تبلغ من العمر 22 عاماً, كورتيز ذكرت في وقت لاحق أنها وجدت غيفارا " رجل مظهره مقبول ولديه نظرة بسيطة ولمحة من السخرية " وخلال المحادثة وجدت نفسها غير قادرة على النظر في عينيه مباشرة لأن النظرة كانت لا تطاق، خارقة وهادئة.خلال المحادثة القصيرة شكا غيفارا لكورتيز عن الحالة السيئة للمدرسة مشيراً إلى أنها مضادة للتربيه  وهو من غير المتوقع أن طلاب الكامبيسينو يتعلمون هنا في حين ان " المسؤولين الحكوميين يحصلون على سيارات مرسيدس "... قائلاً ان هذا هو ما نحاربه.وفي صباح ذلك اليوم يوم 9 أكتوبر أمر الرئيس البوليفي رينيه باريينتوس بقتل غيفارا, كان الجلاد يدعى ماريو تيران رقيب نصف مخمور في الجيش البوليفي الذي كان قد طلب إطلاق النار على تشي استناداً إلى حقيقة أن ثلاثة من أصدقائه يدعون "ماريو" من الفرقة (ب)، قد قتلوا في وقت سابق من قبل عصابة غيفارا المسلحة خلال الاشتباكات. لجعل الأعيرة النارية متسقة مع القصة التي كانت الحكومة تخطط بنشرها للجمهور امر فيليكس رودريغيز بإطلاق النار بعشوائية حتى يبدو أن غيفارا قد قتل في خلال اشتباك مع الجيش البوليفي.قبل لحظات من إعدم غيفارا سأل عما إذا كان يفكر في حياته والخلود. أجاب : "لا أنا أفكر في خلود الثورة." ثم قال تشي غيفارا للجلاد " أنا أعلم أنك جئت لقتلي اطلق النار يا جبان انك لن تقتل سوى رجل. " تردد تيران، ثم أطلق النار من بندقيته النصف آلية، لتصيب غيفارا في الذراعين والساقين, ثم سقط غيفارا على الأرض وعلى ما يبدو قضم رباط معصميه ليتجنب الصراخ, ثم أطلقت عدة أعيرة أخرى، مما أدى إلى إصابه قاتلة في الصدر الساعة 1:10 هذا كله وفقاً لرودريغيز. اصيب غيفارا بتسعة أعيرة نارية في مجموعهم, شمل هذا على خمس مرات في الساقين، مرة واحدة في كتفه الأيمن والذراع الأيمن، ومرة واحدة في صدره، وطلقه واحدة في الحلق.


مرحلة ما بعد تنفيذ الاعدام، الرفات والنصب التذكاري

فى ساحه الثورة فى هافانا
ضريح جيفارا فى سانتا كلارا

بعد ذلك تم إرسال جثة جيفارا في طائرة مروحية  حيث التقطت صور فوتوغرافية لجثتة والتي وصفها الموديفار لصحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل بأنها تشبه "المسيح " على البلاط الخرساني في غرفة الغسيل في مستشفى نوسترا سينورا دي مالطا. وبعد تنفيذ الاعدام حصل رودريجيز على متعلقات جيفارا الشخصية بما في ذلك ساعة اليد روليكس التي استمر في ارتداءها لسنوات عديدة وكثيراً ما كان يظهرها للصحفيين خلال السنوات التي تلت ذلك الاغتيال. اعترف فيدل كاسترو  يوم 15 أكتوبر أن جيفارا مات وأعلن الحداد العام ثلاثة أيام في جميع أنحاء الجزيرة.وفي 18 أكتوبر ألقي كاسترو خطاباً أمام حشد من مليون شخص من المعزين في هافانا في ساحه الثورة وتحدث عن جيفارا باعتباره شخصية ثورية. وأنهى فيدل كاسترو خطاب التأبين بشكل حماسي قائلا :«"إذا كنا نود أن نفصح عن ما نريده من رجال الأجيال القادمة أن يكونوا عليه، فعلينا أن نقول : دعهم يكونوا مثل تشي جيفارا وإذا أردنا أن نقول كيف نريد لأطفالنا أن يتعلموا، فعلينا أن نقول بلا تردد : نريد منهم أن يتعلموا روح تشي جيفارا !و إذا أردنا أنموذجا للرجل الذي لا ينتمي إلى عصرنا بل إلى المستقبل، فأقول من أعماق قلبي أن هذا النموذج، من دون أي مأخذ على سلوكه ومن دون أي مأخذ على عمله، هو تشي جيفارا !"
تحدث المفكر الفرنسي ريجيس دوبريه الذي اعتقل في أبريل 1967 عندما كان مع غيفارا في بوليفيا في مقابلة من السجن في أغسطس 1968 بشكل موسع حول ظروف القبض على غيفارا, قال دوبريه الذي عاش مع غيفارا والثوار من المقاتلين لفترة قصيرة، أن في رأيه هم ضحايا الغابات والتهمتهم الغابة.وصف دوبريه حالة الفقر المدقع، حيث عانى رجال غيفارا من سوء التغذية ونقص المياه وعدم وجود الأحذية وكانوا يمتلكون ستة بطانيات فقط ل 22 رجلاً. يروي دوبريه أن غيفارا وغيرهم كانوا يعانون من مرض ما أدى إلى تورم أيديهم وأرجلهم إلى اكوام من اللحم لدرجة أنك لا تستطيع تمييز أصابع أيديهم.وصف دوبري غيفارا بأنه "متفائل لمستقبل أمريكا اللاتينية" على الرغم من الوضع السىء, ولاحظ أن غيفارا كان "خلص بأن موته سيكون نوعاً من الدعوة للنهضة" مشيراً إلى أن تصور غيفارا عن الموت "وعد لولادة جديدة" و"طقوس تجديد".
في أواخر عام 1995 كشف الجنرال البوليفي المتقاعد ماريو فارغاس لجون لي اندرسون مؤلف (كتاب تشي غيفارا : حياة الثوري) أن جثمان غيفارا يقع بالقرب من مهبط الطائرات في فالليغراندي. وكانت النتيجة لهذا الكلام بحث دولي عن رفات، والذي استمر أكثر من عام, في يوليو 1997 قام فريق من الجيولوجين الكوبيين والأرجنتينيين والطب الشرعى باكتشاف بقايا سبع جثث في مقبرتين جماعيتين، بما في ذلك رجل واحد مبتور اليدين (مثل غيفارا), الحكومة البوليفية مع مسؤولي بوزارة الداخلية قاموا لاحقاً بالتعرف على جثة غيفارا عبر الأسنان حيث كانت مطابقة تماماً لقالب من الجص لأسنان تشي تم عملها في كوبا قبل رحلته الكونغولية, النقطة الفاصلة كانت عندما وجد الأرجنتيني اليخاندرو انشاوريجوى الانثروبولوجيا الشرعي في الجيوب الداخليه لسترة زرقاء وجدت بجوار الجثة مقطوعة الأيادي على حقيبة صغيرة من تبغ الغليون, كان نينو دي غوزمان قائد طائرة الهليكوبتر البوليفي قد اعطى تشي حقيبة صغيرة من التبغ، في وقت لاحق أشار إلى أنه كانت "لديه شكوك جدية" في البداية و"ظن أن الكوبيين سيقومون بالعثور على أي عظام قديمة ويطلقوا عليها اسم تشي"، ولكنه ذكر " بعد أن سمعت عن حقيبة التبغ لا يساورني أدنى شك في انه هو.في 17 تشرين الأول 1997 تم دفن بقايا جيفارا مع ستة من رفاقه المقاتلين مع مرتبة الشرف العسكرية في الضريح الذي تم بناؤه خصيصا في مدينة سانتا كلارا  حيث كان قائداً للإنتصار الحاسم فى الثورة الكوبيه
عندما تم القبض على جيفارا كانت معه مذكرات مكتوبة بخط اليد من 30.000 كلمة ومجموعة من قصائده الشخصية وقصة قصيرة من تأليفه حول شاب شيوعي في حرب العصابات الذي يتعلم التغلب على مخاوفه. يومياته وثقت الأحداث التي جرت في حملة حرب العصابات في بوليفيا منذ دخوله أول يوم في 7 نوفمبر 1966 بعد وصوله إلى مزرعة فينانكاهوازو، وآخرها بتاريخ 7 أكتوبر 1967 قبل يوم من إلقاء القبض عليه, اليوميات تروي كيف أجبروا على بدء العمليات قبل الأوان نتيجة لاكتشافهم من قبل الجيش البوليفي، ويوضح غيفارا قرار تقسيم الفريق إلى وحدتين غير أنه أصبح غير قادر على إعادة الاتصال بهم، ويصف المشروع بأنه فاشل عموماً, كما يسجل الصدع بين غيفارا والحزب الشيوعي في بوليفيا الذي أسفر عن حصول غيفارا على عدد أقل بكثير من الجنود مما كان متوقعاً أصلاً ويبين غيفارا انه كان يعانى من قدر كبير من الصعوبة في تجنيد السكان المحليين، ويرجع ذلك جزئياً إلى حقيقة أن المجموعة تعلمت لغة كيشوا غير مدركة أن اللغة المحلية كانت توبى جوارانى  مع اقتراب نهاية الحملة الغير متوقعة وحالة جيفارا الصحية التي أصبحت تزداد سوء, حيث كان يعاني من نوبات الربو المتفاقمة ومعظم الهجمات الأخيرة نفذها لغرض المحاولة للحصول على الدواء.
سرعان ما تم ترجمة يوميات بوليفيا بشكل سطحى من قبل مجلة رامبارتس ووزعت في جميع أنحاء العالم.هناك ما لا يقل عن أربعة مذكرات إضافية. والتي تكشف كل واحده منها جانب إضافي للأحداث, في يوليو 2008 اكتشفت الحكومة البوليفية يوميات غيفارا المختومة سابقاً والتي تتألف من دفترين من الدفاتر المتوترة، جنباً إلى جنب مع سجل لعدة صور بالأسود والأبيض, أعلن نائب وزير الثقافة البوليفي بابلو غرو عن أن هناك خططاً لنشر صور لكل صفحة مكتوبة بخط اليد في وقت لاحق من هذا العام.



جيفارا الرمز والأسطورة

عام 1968، غضب شبان العالم وخرجوا إلى الشوارع معلنين أنهم يستطيعون إنهاء الحروب وتغيير ملامح العالم، وقد تحول هذا الرجل الثائر بعد موته إلى شهيد لقضاياهم. أصبح يمثل أحلام ورغبات الملايين ممن يحملون صوره. علماً أنه كان يمثل أيضا مجموعة من التناقضات، وكأن الموت حول ملامحه، ما يوحي بأنه لو منحه أعداؤه الحق في الحياة، لربما عجزت أسطورته عن احتلال هذا المدى العالمي الذي تنعم به اليوم.

كتب جيفارا

  • حرب العصابات (1961) Guerilla warfare
  • الإنسان والاشتراكية في كوبا (1957).
  • ذكريات الحرب الثورية الكوبية (1968)
  • الأسفار تكون الشباب … والوعي!
  • الإنسان الجديد
  • لم انسى

من أقوال جيفارا الخالدة:

  • إن من يعتقد أن نجم الثورة قد أفل فإما أن يكون خائنا أو متساقطا أو جبانا, فالثورة قوية كالفولاذ, حمراء كالجمر, باقية كالسنديان عميقة كحبنا الوحشي للوطن

  • إن الطريق مظلم وحالك فإذا لم تحترق أنت وأنا فمن سينير الطريق 
  • لن يكون لدينا ما نحيا من أجله ,,إن لم نكن على إستعداد أن نموت من أجله
  • لا يهمني متى أو أين أموت بقدر مايهمنى أن يبقى وطنى  .
  • الثوار يملؤون العالم ضجيجا كي لا ينام العالم بثقله على أجساد الفقراء.
  • أنا لا اوافق على ما تقول. ولكني سأقف حتى الموت مدافعا عن حقك في أن تقول ما تريد .ا
  • يقولون لي أذا رأيت عبدا نائما فلا توقظه لئلا يحلم بالحريه وأقول لهم أذا رايت عبدا نائما ايقظته وحدثته عن الحريه .
  • لا بد احيانا من لزوم الصمت ليسمعنا الاخرين الصمت فن عظيم من فنون الكلام .
  • أنني احس على وجهي بألم كل صفعة توجه الى مظلوم في هذه الدنيا
  • أينما وجد الظلم فذاك هو وطني
  • لا يستطيع المرء أن يكون متأكدا من أنه هنالك شيء يعيش من أجله, إلا اذا كان مستعدا للموت في سبيله
  • أنا لست محررا, المحررين لا وجود لهم, فالشعوب وحدها هي من يحرر نفسها
  • احلامي ليس لها حدود
  • مثل الذي باع بلاده وخان وطنه مثل الذي يسرق من بيت ابيه ليطعم اللصوص فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه .
  • قد يكون من السهل نقل الانسان من وطنه ولكن من الصعب نقل وطنه منه .
  • كلّ الناس تعمل وتكدّ وتنشط لتتجاوز نفسها، لكنّ الهدف الوحيد هو الربح. وأنا ضدّ الربح، ومع الإنسان. ماذا يفيد المجتمع، أي مجتمع، إذا ربح الأموال وخسر الإنسان؟
  • إنّ الثورة تتجمّد، والثوار ينتابهم الصقيع حين يجلسون على الكراسي ويبدأون بناء ما ناضلت من أجله الثورة
  • كنت أتصور أن الحزن يمكن أن يكون صديقا لكنني لم أكن اتصور أن الحزن يمكن أن يكون وطنا نسكنه ونتكلم لغته ونحمل جنسيته
  • علمني وطني بان دماء الشهداء هي التي ترسم حدود الوطن
  • لكل الناس وطن يعيشون فيه الا نحن فلنا وطن يعيش فينا
  • الدموع لا تسترد المفقودين ولا الضائعين ولا تجترح المعجزات !! كل دموع الارض لا تستطيع ان تحمل زورقا صغيرا يتسع لابوين يبحثان عن طفلهما المفقود